السبت، 6 أغسطس 2022

قصص أطفال

 التضامن والعمل الجماعي  أساس النجاح 



قصة للأطفال توضح فضل التعاون، والتضامن لبلَوغ النجاح،وترسم منهج عقلاني، لبناء شخصيات ناجحة، من خلال الفهم الجيد وانفتاح الطفل على محيطه، وفعاليته المبنية على التعاون والتآزر، واكتساب عقلية الفريق، قصد تحقيق نتائج جيدة.
ذات صباح استفاق ثلاثة جيران على وقع إختفاء ابنة أحد الجيران، خيم الحزن على القرية الصغيرة، خصوصا وأنها تتواجد في منطقة بعيدة عن المدينة، وفي أحد الجبال الوعرة المسالك ، والمتشعبة الطرق. اجتمع الجيران وقرروا الذهاب للبحث عن الطفلة المختفية التي تبلغ خمس سنوات، اجتمع  كل رب أسرة بأبنائه، موضحا طرق البحث في منطقة غابوية الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود.

الجار الأول : يخاطب أبناءه وزوجته، لن نخاطر بالذهاب سويا سأذهب وحدي للبحث عن ابنة جارنا، فلا داعي للذهاب جماعة.

الجار الثاني : ما رأيكم ياأبنائي، في محل بابنة جيراننا، كيف نقدم يد المساعدة، الأم مقاطعة، لن أغامر بإرسال أبنائي لغابة موحشة، فلتذهب أنت وحدك، حتى لا نفقد شخصا آخر.

الجار الثالث : متحدثا بصوت حزين، ووجه شاحب، وعينان غائرتان، وهو يخفي دموعه حتى لا يظهر عجزه أمام أبنائه، مالعمل ياأبنائي كيف ننقد ابنتنا؟ الأم متدخلة ،لن أغامر بإرسال أبنائي، وهي تصرخ، ابنتي حبيبتي، قرة عيني،ياترى هل أكلت؟ هل نامت؟ لا لا!!! سأغامر من أجلك، سأبدل مافي وسعي لأنقاذك.

بعد تفاوض كل الأسر فيما بينها قرر الجار الأول، المغامرة والدخول لوحده في الغابة المترامية الأطراف، حاملا مدية في يده لمواجهة ماقد يقف في وجهه من وحوش، وساطورا لقطع الأغصان التي تعترض طريقه.

 أما الجار الثاني فأخذ عدته، وأنطلق مسرعا، وهو عازم على ايجاد الطفلة المختفية. 

أما الجار الثالث ،الذي اختفت ابنتهم، فمنع الأم بالمغامرة بحياتها، فأبناؤها بحاجة إلى حنانها ورقتها،أنا سأغامر من أجلك ياجميلتي. هنا تدخل الطفل الأكبر الذي يدرس بالمستوى الخامس ابتدائي، وطرح اقتراح ،أعجب به الجميع. فهيا بنا لنعرف ماحصل لهم في رحلة بحثهم. 

الجار الأول : مكث ثلاثة أيام ولم يظهر له أثر، فحل الخوف والهلع بأسرته.

الجار الثاني : عاد منهكا بعد أربعة أيام من البحث المضني دون جدوى. 

الجار الثالث : رحبوا باقتراح ابنهم الأكبر، الذي اقترح أخذ حبل طويل، وأن يمسك كل فرد من أفراد الأسرة بالحبل، حتى لايفقد أحد، وصنع بقرن عجل مكبر صوت، استلهم الفكرة من درس في النشاط العلمي، انطلقت الأسرة، وتوغلت في الغابة الموحشة،الطفل ينادي على أخته حنان. حنان أينك ياأختي، أنا أخوك هيثم، وبعد خمسة أيام من البحث، تمكنوا من الوصول إلى ابنتهم بعد سماع أنين ينبعث من بئر مهجورة، ليكتشفوا أن ابنتهم  سقطت في بئر عميقة، تطوع الإبن الأكبر للنزول بعد أن ثبت الحبل بشكل جيد، وتم إنزاله، بمساعدة الأب والأم وباقي الإخوة، فتمكن من إخراج أخته أولا، التي أنهكت من الجوع والخوف، بعد بقائها ،مدة طويلة، ثم صعد ثانية، وعادوا إلى القرية التي تنتظر بلهفة خروج أسرة أحنان، فحل الفرح بالقرية الصغيرة، وأقيم حفل بهيج، بعد نجاة الطفلة.وعودة الجار الأول بعد مجهود جبار، وعمل بطولي، رغم فشله في بحثه. 

مايستفاد من هذه القصة هو تآزر الجيران لتقديم المساعدة، لكن تحقيق النتائج ينبني على التفكير الجيد، والعمل الجماعي الذي يتمثل في اقتراح  الطفل، الذي استطاع توظيف ماتعلمه في المدرسة، لحل مشكلة عجز الكبار  تدبير حلها. فالنجاح  ينطلق من وضع اليد في اليد والتفكير القويم. أتمنى أن تعجبكم هذه القصة المعبرة، وإلى قصة أخرى إن شاء الله. 

الجمعة، 5 أغسطس 2022

مواضيع تربوبة

الإصلاح التربوي بالمغرب من البرامج إلى المنهاج التربوي (الجزء الثاني)


المحور الثاني: مداخل الإصلاح التربوي

تتجلى مداخل الإصلاح التربوي في المقاربات والطريقة المعتمدة في التعامل مع مضامين و محتويات الإصلاح التربوي، في إنسجام تام مع الإختيارات والتوجهات الكبرى للمنظومة التربوية ،ويمكن إجمال هذه المداخل أو المقاربات في خمسة مداخل أساسية، وهي كالتالي :

أولا: المدخل القطاعي

يعتبر الأكثر انتشارا في الدول العربية، والأبسط استراتيجيا للقيام بإصلاح تربوي تعديلي محدود، مثلا :إضافةمحتويات وحذف أخرى_تحويل محتويات إلى مستوى لاحق_ تعديل في التوقيت المخصص لكل مادة _ إدخال تعديل على تكوين الأساتذة والإدارة التربوية، والزمن المدرسي......

عيوب هذا المدخل والإنتقادات الَموجهة له :

*اعتماده على الخبرة الميدانية أكثر من إعتماده على معايير علمية محددة. 

*صعوبة الننفيذ والأجرأة الميدانية التي تتطلب تجهبزات معينة أو تكوين معين. 

*غياب التتبع في الجزء المعدل، يؤدي إلى ضعف تقييمه. 

ثانيا : مدخل الحكامة 

يستند مدخل الحكامة على مجموعة من المعايير، نذكر أهمها :

*المشاركة : أي إشراك جميع الفئات والأعمار من أساتذة ومتعلمين، و أباء، ومجتمع مدني، سواء كانت مشاركة مباشرة، أو عن طريق ممثلين معروفين. 

*التوافق : ومعناه تدبير الإختلافات و الأراء من أجل أرضية مشتركة. 

*الإستقلالية في اتخاذ القرار : انسجاما مع الضوابط التنظبمية والمساطر القانونية. 

*المساءلة: ضمانا للمردودية والنتائج والمؤشرات، وانضباطا للمدخلات والمخرجات. 

*الشفافية : من خلال تفعيل آليات التواصل، وضمان تدفق المعلومات، واتخاذ القرارات والعمل على تنفيذها. 

*الفعالية : ربط الأهداف بالنتائج المرجوة والمتوافقة مع احتياجات المجتمع. 

الفاعلية : العلاقة بين العمل المنحز، والكلفة المالية،وتدبير الموارد البشرية. 

*المساواة والشمول : مدخل الحكامة يشمل كل فئات المجتمع ومايجري داخل المؤسسة التربوية، من خلال المشاركة وتقديم الأراء. 

ثالثا : مدخل الجودة الشاملة: 

ينبني على عدة معايير منها :

_ المعيار القانوني : من خلال ترسانة من القوانين أفقيا وعموديا، بما يضمن الجودة والمرونة في العمل. 

_معيار التجهيز : أي تجهيز المؤسسات والمدارس ومختلف الإدارات والمصالح، لتنسجم مع مدخل الجودة. 

*المعيار الإجتماعي : التوافق بين جودة المكونات ومتطابات سوق الشغل. 

*المعيار الشخصي : نتحدث هنا احتياجات المتعلم لتنمية ذاته. 

*المعيار المنهاجي : تحديد المعارف والمهارات والقيم، وربطها مع حاجات المتعلم، وسوق الشغل. 

بالإضافة إلى هذه المعايير هناك معايير أخرى:التقييم ومنح الشهادات_ معيار تكافؤ الفرص _ معيار الصحة والسلامة من أجل توفير بيئة آمنة لجميع رواد المدرسة. 

رابعا : المدخل التنفيذي والمدخل الإستراتيجي :

نتحدث هنا عن الإدارة التنفيذية والإستراتيجية، وتتميز هذه الأخيرة ،بوضع الخطط الشاملة وتحديد الأهداف العامة، وبناء الإستراتيجية العملية، ومتابعة تنفيذها، وتقوم أهم توجهات الإدارة الإستراتيجية على سبع مرتكزات وهي :

1 وضع خطط على مستوى الوزارة 

2 إرساء العمل القانوني بين الإدارات والمؤسسات التعليمية. 

3 عقد شراكات وتطويرها مع المنظمات الحكومية والمجتمع المدني. 

4 تعزيز اللامركزية في إدارة النظام التعليمي. 

5_ إرساء الجودة الشاملة بالنظام التعليمي. 

6 إرساء خطة متكاملة للتنمية البشرية. 

7_ إحداث مؤسسات لتقييم النظام التربوي مستقلة عن الوزارة. 

خامسا : المدخل القائم على معايير البنك الدولي : 

اعتمادا على تقرير البنك الدولي الذي نشره سنة 2007 تحت عنوان **الطريق غير المسلوك ** ، التقرير شمل 14 دولة عربية، وقارن بين هذه الإصلاحات، ووضع ثلاثة معايير لنجاحها :

معيار الهندسة :

شمل البناءات، الأدوات،. المناهج ، تدريب الأساتذة، تشجيع الطلب على التعليم الرسمي. 

معيار المساءلة على الأداء :

لجميع مكونات المنظومة من خلال بنك البيانات المفصصلة والدقيقة. 

معيار الحوافز : 

وذلك بربطها بالنتائج ومن بين هذه الحوافز :

1 تنويع الخدمات، وتشجيع التعليم الخصوصي. 

2 منح المؤسسات التعليمية قدرا من الإستقلال، والإعتماد الذاتي في التسيير والتطوير. 

في مواضيع قادمة سنانقش القانون الإطار وأهم مضامينه ومرتكزاته. بعد أن ننهي الجزء الثالث والأخير من هذا البحث. 









السبت، 30 يوليو 2022

مواضيع تربوية

          الإصلاح التربوي بالمغرب               من البرامج إلى المنهاج     التربوي (الجزء الأول) 


إن الدارس لعمليات الإصلاح التربوي بالمغرب من خلال تتبع السيرورة التاريخية ،يقف على مجموعة من الحقائق، ميزتها الأساسية، عدم تحديد العلاقة بين الإصلاح والمناهج نتيجة مايلي :
*عدم الوعي الكافي للتمييز بين المناهج والبرامج
*تحكم الخلفيات الفكرية، شتت عمليات الإصلاح
*استعجال النتائج المنتظرة من الإصلاح
*ضعف المشاركة الفعالة لكل المتدخلين. 
ومع غياب الرؤية والمنطق المتدرج للأولويات، وعدم توسيع دائرة المتدخلين والمهتمين من باحثين، وأكاديمين، وأساتذة،وأبآء،ومجتمع مدني،جعل معظم الإصلاحات ترميمية،أكثر ماهي استجابة لحاجيات وتطلعات مجتمعية، بالإضافة إلى منطق السياسات القطاعية، وعدم تلاقي برامج الإصلاح.
كل هذا عجل بفشل وعدم فعالية معظم البرامج الإصلاحية. 
وللغوص في كيف بدأ الإصلاح وإلى أين انتهى، سأكتفي في هذا الجزء الأول، تقديم عرض لأهم مراحل الإصلاح التربوي بالمغرب منذ الإستقلال إلى يومنا هذا، وفي الجزء الثاني سأتطرق إلى مداخل الإصلاح التربوي، على أن ننهي هذا العمل في تناول الإطار العام للإصلاح التربوي في جزئه الثالث والأخير. 
المحور الأول : مراحل الإصلاح التربوي بالمغرب :
المرحلة الأولى :من  1957إلى  1979:
عرفت هذه المرحلة إصلاحات جزئية، وغير شاملة، بسب غياب رؤية مؤطرة للإصلاح، وذلك راجع لمايلي:
_طبيعة المرحلة المفاجئة، أو الطارئة
_الإهتمام بسلك دون سلك آخر، أو مستوى دون مستوى
_الطبيعة الإنفرادية والمنعزلة لبعض المسؤولين في اتخاذ قرار الإصلاح.
المرحلة الثانية: من 1980 إلى 2000:
تميزت هذه المرحلة باكتمال مخطط التعريب واكتمال إرساء التعليم الأساسي(1985) ،تعديل نظام البكالوريا (1979/1987 _1994/2000), إعداد برامج التعليم الثانوي التأهيلي وفق منهجية جديدة (1994)
أهم نقطة تجلت في هذه المرحلة هي بداية تداول مصطلح المناهج. والمنهاج ،وهي خطوة متقدمةفي الوعي والنضج التربوي ،تمثلت في تعميق الإختيارات والتوجهات التربوية، وتنويع المقاربات والبيداغوجيات ،وتطوير المحتويات الدراسية، وتفعيل آليات البحث والتقويم التربوي.
إلا أن هذه المرحلة عرفت عدة معوقات، حدت من فعاليتها، نتيجة تغيير المسؤولين الأوائل عن القطاع، وعدم استكمال المناهج التعليمية، الذي اقتصر على المرحلة الثانوية التأهيلية.
المرحلة الثالثة : من  2001 إلى 2012:
عرفت هذه المرحلة ديناميكية، ونقلة نوعية في إصلاح المناهج بالإعتماد على ثلاث مرتكزات :
أولا: المرتكز المرجعي :
تمثل في إعداد الميثاق الوطني للتربية والتكوين ( 2000) باعتباره وثيقة مؤطرة، وأرضية توافقية للإصلاح التربوي. 
ثانيا : المرتكز التربوي والبيداغوجي (. 2000)
تم من خلاله تحديد التوجهات التربوية العامة، في كل من مجال القيم، تنمية الكفايات، تحديد المضامين الواجب الإلتزام بها. 

ثالثثا: المرتكز المؤسساتي :(2006) 

تجسد في إحداث المجلس الأعلى للتعليم سنة  2006 والذي اعتبر قوة اقتراحية في مسار الإصلاح، وآلية للتقويم الموضوعي والمستمر، متمثلا في الهيئة الوطنية لتقيم أهم محطات عشريات الإصلاح. 
وأمام ضعف الضعف السياسي والمالي، وضعف التنسيق بين المتدخلين، جعل الإصلاح بطيئا ولم يحقق أهدافه، مما استدعى سنة 2008 إعداد برنامج استعجالي لإستدراك هذا التأخر. لكنه اصطدم بمجموعة من المعيقات تمثلت فيما يلي
_ الإنزياح عن الهدف الرئيسي والمسار الحقيقي للإصلاح. 
_ضعف التعبئة والإنخراط نتيجة محدودية المتدخلين. 
_عدم مراعاة قدرات المديرين، والفاعلين التربويين، لحجم وثقل مشارييع هذا البرنامج. 
_المناخ العام الذي واكب الربيع العربي، وضياع الزمن المدرسي. 

المرحلة الرابعة : 2014 إلى  2030 :

عرفت هذه المرحلة مجموعة من الإنطلاقات والأهداف، قصد أجرأتها بشكل مستعجل وحاسم تمثلت فيما يلي :

*إعادة هيكلة المجلس الأعلى للتعليم وفق دستور 2011 والذي صار يحمل اسم الجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي. 

* إعداد رؤية استراتيجية 2015_2030 قوامها الإنصاف والجودة والإرتقاء، وفضاؤها الأساس المدرسة،ومحورها المركزي المتعلم. 

* إعداد قانون إطار يحصن هذه الرؤية، ويضمن لها كل الشروط الداعمة لبلورة توجهاتها وتحقيق أهدافها، من خلال عدة مداخل تربوية وبيداغوجية منسجمة و متكاملة، ومندمجة في الممارسة التربوية والبيداغوجية في الفضاء المدرسي. 
في الجزء الثاني سنطرح أهم مداخل الإصلاح التربوي. 
(عن مجلة علوَم التربية، العدد السابع والستون، شهر شتنبر 2017, بتصرف مدونة إدريس التربوية). 





 


الخميس، 28 يوليو 2022

ثقافة عامة

أمة إقرأ والفعل القرائي نسب مخزية تؤكد تأخرنا عن مواكبة العصر


بالعلم تسمو الأمم، بالقراءة تحقق الأمل ،صحيح أننا أمة إقرأ، أمة نون والقلم ومايسطرون، أمة الرحمان علم القرآن ، أمة رسالتها واضحة، وطريقها بين ،(قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون) كيف لأمة تخلت عن الريادة في القراءة أن تبني حضارة، أو تحقق نهضة، مادمنا بعيدين عن الفعل القرائي بشكل مجتمعي، فنحن في واد والآخر في واد آخر، وآتا لنا أن نصل ماوصله الغرب، ونحن نقتل الفعل القرائي، بسياستنا، بتوجهاتنا،بطريقة تفكرينا المتخلفة،عندما تسمع الإحصائيات، تكاد تجن، من نسبة القراءة في العالم العربي، مقارنة مع الفرد الأوربي، نسب مخزية ومحطمة للآمال، نحتاج لتظافر الجهود كل من موقعه، قصد تضييق الهوة،وتقريب المسافات، فحسب مؤسسة الفكر العربي فإن متوسط القراءة لدى الفرد العربي في السنة، بلغت 6دقائق،مقابل متوسط قراءة الفرد الأوربي في السنة التي بلغت 200ساعة، مفارقة تبين حجم التأخر الذي نحن فيه، كيف لنا أن نتقدم بمعدل قراءة لايكاد يتجاوز الستة دقائق، لن نحقق نهضة، ولن نبني مجدا، مالم نتصالح  مع الكتاب، ويصبح فعل القراءة، سلوك يومي ،ومنهج حياة ،فالأمة التي لاتقرأ تموت قبل آوانها، حسب المفكر الجزائري، رحمة الله عليه، مالك بن نبي، قد يتساءل البعض أننا نحن كذلك متقدمون ونمتلك كل الماديات التي تعبر عن الحضارة، وهذا طرح غير صحيح، فنحن نستهلك حضارة الآخر، مادمنا لم نسهم في صنعها، فنحن مستهلكون، ونمتلك وسائل الحضارة. بناء الحضارة، ينطلق من القراءة والتعلم، قال تعالى(وأسأل به عليما) وقال أيضا (وأسأل به خبيرا) نعم بالعلم والخبرة نبني مجدا، ونصنع تاريخا ،وهي دعوة لكل الناس، أن أقبلوا على القراءة، وشجعوا أبناءكم على الفعل القرائي، ليس في المدرسة فقط، ولكن في كل وقت وحين، يجب أن نعود إلى نهج أسلافنا، الذين كرسوا حياتهم للعلم والتعليم. وفقنا الله وإياكم لصالح الأعمال

.<script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-3837407469119445"

     crossorigin="anonymous"></script>


الأربعاء، 27 يوليو 2022

كن حذرا

الكلام الفاحش بين الشباب

بين ثناي الكلام يظهر معدن الإنسان، تربيته وأخلاقه، علمه وأدبه،وقد قيل قديما تكلم لأعرفك، الكثير يظن أننا أحرار نتكلم كيف ومتى نشاء، وهذا أكبر خطأ، وإذا رجعنا إلى تاريخ بداية الدعوة ،كان العديد من الصحابة يظنون نفس الأمر،  أن الكلام لانحاسب عليه، فقد جاء في الحديث تعقيبا على طرح معاذ بن جبل قوله صلى الله عليه وسلم (ثكلتك أمك يامعاذ هل يكب الناس على مناخرهم أو على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم) اللسان قد ينجي صاحبه أويوبقه، فقد فشا في زماننا هذا بين الشباب أسلوب في الكلام منحط، كلام قبيح وفاحش، يستحي ا لإنسان عن قوله. تربية وأخلاق منعدمين بين شباب فقد روحه، وأنغمسوا في الماديات، ظانين أن الإنسان يسمو، بهذه التفاهات، في حين أنهم، ينحدرون نحو سفح مظلم، ونحو قاع عميق، وصدق من قال :فأنت بالعقل لا بالجسم إنسان، وصدق الشاعر حين قال :إنما الأمم الأخلاق مابقيت **فإنهم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، تذكرة لكل شاب، مقبل على الحياة، تذكر أن المرء ينشأ على ماقد علمه أبوه، وصدق الشاعر الذي جعل العلم بدون أدب كالسيف بدون غمد، إذا كنت ذا علم **ولم تكن ذا خلق **فأنت كذي سيف وليس له غمد. حسنوا ألفاظكم وزنوا ألسنكم فاللسان ترجمان للقلب، سددوا وقاربوا، لا تجرح أحدا، ولاتلمز أحدا ،ولاتشتم أحدا ،فقد تجرح شخصا، يكون أفضل منك أدبا، حتى ولو كان أقل منك جاها، وتذكروا ياشباب زماننا أن عملة التفاضل غدا يوم القيامة ليس كثرة الصلاة، أوكثرة الصدقة ،وإنما ميزان التفاضل هو تقوى الله وحسن الخلق، وفقنا الله وإياكم لحسن القول وحسن العمل.

<script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-3837407469119445"

     crossorigin="anonymous"></script>


خواطر

ثقافة الإنتظار

قبل ولادتي قيل لي بأن أبي وأهلي بقوا ينتظرون طويلا،قبل أن أستقبل هذا العالم،فتحت عيناي وبدأت أكبر قليلا، ثم بدأ مشوار الإنتظار، كل مساء ننتظر قدوم الوالد من العمل، ننتظر أمي أن تكمل إعداد الطعام، ولجت المدرسة وبدأ مشوار الإنتظار، الإنتظار أمام باب المدرسة، ثم الإنتظار أمام قاعة الدرس، بدأت التعود على ثقافة الإنتظار، خصوصا عند سفري رفقة أهلي، كنا ننتظر قدوم الحافلة، لوقت طويل، أدركت حينها أننا في قاعة انتظار كبيرة، أفواج من المعطلين تنتظر بفارغ الصبر كي تحظى بفرصة معانقة العمل، والقطع مع البطالة، أمهات وأبآء أمام المستشفيات، وأمام أبواب المدارس، الذي يحيرني هل يدرك الذين خلف المكاتب، حجم الضرر النفسي والمعاناة اليومية التي يلاقيها هؤلاء، هل يدركون آهات المرضى، وأنين الجائعين ،وصرخات الأمهات، وتدمر الشباب، في وطني كنا نحلم عندما كنا صغار، أن الوطن للجميع، لكننا أدركنا عندما كبرنا، أننا موجودنا فقط فوق تراب الوطن، وأن ثروات الوطن وخيرات الوطن لناس باعوا الوطن، فصرنا ننتظر تخفيض الأسعار، والمطالبة بإصلاح الطرقات أحيانا، وأحيانا أخرى إصلاح مصباح كهربائي، نحن انتظرنا طويلا وصبرنا طويلا، لانريد هذه الأشياء التافهة، نريد تعليم جيد للجميع ،نريد صحة للجميع، نريد عدلا وقضاء لمحاربة المفسدين، نريد تنمية حقيقية ،نريد نهضة مجتمعية ،لماذا تقدم الآخر وبقينا، لم نعد نطيق, فمتى يعي المسؤولون أنهم محاسبون، عن تضييع المواطنين، ونهب الوطن. احذروا ذلك الوحش الذي ينتظر بين الضلوع، فلو كسرها لأحرق الأخضر واليابس.

<script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-3837407469119445"
     crossorigin="anonymous"></script>

الأحد، 24 يوليو 2022

قصة وعبرة

قصة كيف تم الإستعمار؟!!!

دخل أربعة أشرار لقرية سكانها بسطاء، تمت ضيافتهم والإحسان إليهم. ظنا من أهل القرية أن هؤلاء من عابري السبيل، استقر هؤلاء الأشرار بالقرية، بعدما تبين لهم أن أهلها بسطاء ويسهل التحكم فيهم. فجعلوا لهم مخبرين مقابل دريهمات قليلة ،دورهم نقل كل مايدور في القرية والقرى المجاورة، ولإحكام خطتهم وبسط سيطرتهم تزوج أحدهم ببنت شيخ القبيلة، وأقيم عرس جميل، دقت فيه الطبول وزغردة النساء ،اكتمل العرس وذهب كل إلى حال سبيله، أما الثلاثة الآخرين :  فواحد منهم اشترى فدانا  لممارسة الفلاحة ،والآخران بدأو في ممارسة التجارة، مرت أعوام وأعوام فتغير وضع الغرباء وبعد موت شيخ القبيلة، رشحوا زوح ابنت الشيخ، فحل محله وأصبح هو مدبر شؤون القبيلة، أما الرجل الثاني فقد ازدهرت فلاحته. وأصبح يشتري الفدان تلو الآخر، وأصحابه ازذهرت تجارتهم، فعبدوا بعض الطرقات بالقرية والقرى المجاورة، استمر الوضع ولم يعد الغرباء كما كانوا، فقد ذاع صيتهم و انتشرت أخبارهم، وصار لا حديث للناس إلا عن انجازاتهم ومشاريعهم ،تمددت أطماع الغرباء واستحوذوا على كل الممتلكات. ولم يعد لأهل القرية متاع أو قطعة أرض للعمل فيها، فقد أصبحوا خداما للغرباء، مقابل دريهمات لاتسمن ولاتغني من جوع ،بعد الإستيلاء على كل شيئ، بدأوا يخططون لبث مكرهم وسمومهم، فأنشأوا بيتا سموه بيت المرأة القروية، تجتمع فيه النسوة لنسج الزربية التقليدية ،ومن خلاله يأتون بمؤطرين قصد تحرير المرأة من العبودية والتحرر من سلطة الرجل والتحرر من القيم القديمة في اللباس. ومع الضعف المادي والضعف القيمي ،ثارت النساء في وجه الرجال. وأصبح العري حرية شخصية، والموسيقى والغناء أمام الملأ ثقافة جديدة، فضاعت القرية وضاع الرجال، وتسيدت المرأة تدبير شؤون المنزل، واقتصر دور الرجل على العلاقة البيولوجية وتخليف الأبناء، وماتت الغيرة وحلت الديوثيةفي قبيلة كانت آمنة مستقرة، فغدا الفجور والزنا أمرا عاديا، والخمر والقمار أمرا شائعا ،. فحقق الغرباء أرباحا طائلة، وراكموا ثروة هائلة وتغيير حال السكان، فغدوا خداما عند أسيادهم، وضاعت القيم، وضيعت الأمانات، وحل الجهل والزنا، وانتشر الفساد، وضيعت الأخلاق. وهذا حال كل أمة فتحت أبوابها لمستعمر احتل الأرض وراكم الثروات ونشر الفساد، فمتى نغفوا من سباتنا، فقد صرنا لقمة في يد الغرب، الذي بث سمومه ونشر إيدولوجياته الفاسدة، وأهدم كل القيم، متى نستفيق ونعيد مجدا ماضيا وتاريخا زاهيا ،متى نعود للنهل من الصفاء والنقاء ونتخلى عن الرذيلة ونتحلى بالصفات الجميلة ،متى نعود لديننا، متى نعرف حدود الله، فلا نتعداها، متى تلتزم المرأة بكتاب ربها وسنة نبينا، انتبهوا فالغرباء دمروا كل شيئ وعلينا أن نعيد ترتيب أولوياتنا ونبدأ بالناشئة، تعليما وتأديبا (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم. نعم خرج الإستعمار المادي ولكن بقي استعمار أشد، إنه الإستعمار الثقافي الذي يتمظهر في طريقة اللباس والتعبير، نحن لسنا ضد الإنفتاح على الآخر. ولكن نحن ضد الإستيلاب الثقافي الممنهج، الذي يدمر الآجيال ويمسخ هويتها وتقاليدها ،فمتى نعود إلى الإعتزاز بديننا و تقاليدنا وهويتنا وثقافتنا ولغتنا، نمتلك الأجمل والأحسن، لكن هناك من يبخس كل ماهو أصيل. 
<script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-3837407469119445"
     crossorigin="anonymous
"></script>

هل تعلم

 


أنت أغنى الناس ولاتدري!!؟

غالبا مايتبادر إلى ذهن الكثير من الناس، أن الرزق مرتبط بكثرة المال والضيعات وإمتلاك سيارة فاخرة،ومسكن فاخر  وهذا إعتقاد خاطئ من حيث زاوية الحكم، فعندما نحصر الرزق في المال فهذا غير صحيح، لأن الصحة رزق، العافية رزق، الأمن الغذائي والأمن الروحي رزق، ودليلنا على هذا. الكلام المستنبط من الحديث الشريف اللطيف، الذي جاء فيما معناه (من أصبح معافا في بدنه آمن في سربه له قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافرها) أو كما قال صلى الله عليه وسلم. فهذا الحديث عزيز القارئ جعل مال الدنيا ومافيها في ثلاثة، الصحة_الأمن _توفر قوت يوم. كثير منا  لايدرك هذه النعم ولايقدرها حق قدرها، فعندما ينعم عليك الله بالصحة فهذا أكبر كنز وأغنى ثروة لايستطيع الأغنياء والأثرياء شراءها، عندما تقوم صباحا وأنت في كامل قواك العقلية والبدنية فقل الحمد لله على هذا الرزق، وتذكر أن كثيرا من الناس يحتاجون من يرفعهم من فراشهم من يغير لهم الحفظات، أو يدفع بهم عربة بعجلات، نعم عندما تقوم وذهنك خالي من المشاكل والقلاقل، فحينها ستدرك نعمة الأمن والأمان والاستقرار، عندما تمتلك قوت يومك فأنت أغنى الناس، نعم حين تتذكر المشردين والمسحوقين، والأرامل ،واليتامى والمهجرين والمبعدين عن أوطانهم، ستدرك أن لقمة واحدة بين أهلك وأبنائك أفضل من حياة التعاسة والبرد القارس في خيام تنعدم فيها أدنى شروط العيش الكريم. عندما ندرك عزيز القارئ كل هذه الأمور، سنتيقن أن الله عدل في قسمته، فهناك من لايصلح له إلا الغنى وهناك من لايصلح الله إلا الفقر، وفي الأخير الحياة الدنيا دار امتحان وإختبار ليميز الله الأحسن عملا وليس الأكثر مالا(ليبلوكم أيكم أحسن عملا) وفقنا الله إياكم إلى شكر هذه النعمة (لئن شكرتم لأزيدنكم) (ومابكم من نعمة فمن الله). والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
<script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-3837407469119445"
     crossorigin="anonymous"></script>

قصص أطفال

  التضامن والعمل الجماعي  أساس النجاح  قصة للأطفال توضح فضل التعاون، والتضامن لبلَوغ النجاح،وترسم منهج عقلاني، لبناء شخصيات ناجحة، من خلال ا...